السياحة الحموية تحتضر بحمام ريغة..!!
ريبورتاج من إعداد س.هالة
قطب سياحي حموي يضمن علاج ناجح ومناظر عذراء
حمام ريغة عروس على سفوح جبال عين الدفلى
حمام ريغة كانت و لا تزال منذ الأزل متنفس العائلات الباحثة عن راحة العقل و سلامة الجسد و صفاء الذهن
حيث يرجع تأسيسها لحقبة تاريخية عريقة بحضارة تعود لآلاف السنين، و تتربع المدينة على مسافة تفوق 16
هكتار بإرتفاع يتجاوز 600 متر على مستوى سطح الأرض و هو ما يضمن لزائريها هواءا نقيا ينعش الأجسام العليلة .
موقعها الجغرافي الممتاز الواقع بمنطقة جبلية تجانس جبال الظهرة تحيطها بساط شاسع من الغابات خضراء
عانقت سهولها الخصبة صنع لوحات طبيعية أخاذة خطفت عقول و قلوب سياحها . و بعيدا عن تراثها و أصالتها
السياحية والتاريخية ، أكسبت مختلف المنجزات التقليدية و التحف الفنية اليدوية من الأوانى الفخارية و
الإكسسوارات التقليدية التى تشتهر بها سواعد أبناء المنطقة متعة التسوق لدى زائريها .
أثار إمبراطور تيبار تحكي أصالة المنطقة
المتجول فى أزقة المركب الحموى حمام ريغة بولاية عين الدفلى سيلاحظ جليا تحف و منحوتات صخرية عبر
ساحة الفندق تصل الى غاية أسفل الحمامات المعدنية بحيث توزعت بشكل منسق لتحكى لنا حكايات و قصص
مدينة رومانية عريقة تأسست حوالي 44 ق م حيث ازدهرت أيام حكم إمبراطور “تيبار” من 14 م إلى 37 م ويتمثل
هذا الأخير في المدينة الأثرية التي كانت تقع على سطح هضبة تنحدر جنوبا المنطقة ،إذ كان سبب إنشاءها
لوجود منابع مياه حارة آنذاك ، كما وجدت بها عدة أثار وبقايا أثرية من خلال الحفريات التي أقيمت في هذا الموقع
منها بقايا منحوتات تعود لبنى تحتية أنذاك بالإضافة لبعض الفخاريات و الأعمدة الرومانية . كما تحيط بها أسوار و
جدران لقلعة قديمة مبنية من الحجارة الضخمة
ليعدل إسمها بدخول فترة العهد الإسلامي أين أطلق عليها إسم “حمام بن مناد” نسبة إلى القبيلة التي كانت
تسكن تلك المنطقة و بعد ذلك أطلق عليها الأهالى الحاليون تسمية آخرى و هى حمام “سيدي سليمان” هذا
المعلم الذي اندثرت معالمه مع الزمن ليبقي أسطورة فى أذهان كبار المنطقة يروونها لكل زائر عاشق لتاريخ المنطقة .
خصائص مياهه المعدنية الفريدة جعلته "دواء لكل داء"
الكثير يتساءل عن السر الذي جعل حمامات ريغة قبلة للسياح من كل صوب و حدب حيث تتملئ الحمامات
المتوزعة عبر تراب المركب عن آخرها خاصة فى فصل الشتاء و حسب ما روته لنا بعض العاملات بالمركب فإن خاصية
مياهه المعدنية هى التى جلبت هذا الكم الهائل من الزبائن حيث أن أغلبهم يعانى من أسقام و علل مزمنة عجز
الأطباء عن معالجتها . و يعرف جليا عن سر مياهه المعدنية التى تتجانس مع الماء البارد الغازي و كذا معادن أخر
غنية بعناصر الحديد والكبريت وكبريتات الكالسيوم تمنحه ميزة علاجية جد فعالة نجحت في علاج أمراض عديدة
فى جسم الإنسان على غرار أمراض العظام *الروماتيزم* والجلد خاصة لكبار السن والمرضى المصابين بالتهابات
العظام كما أنه جد مناسب للرياضيين للعلاج الطبيعى للرضوض و مختلف الإصابات بالإضافة لأمراض فقر الدم ،
العجز الكلوي، اليرقان و القولون.
أما المنابع العلاجية التى يحتويها الحمام ترشحه للصدارة نظرا لجودة مياهه كما أن درجة حرارة الينابيع تفوق
68 درجة مئوية من المنبع و55 درجة مئوية من المسبح الذي يتوسط الحمامات عند السباحة .
ظاهرة بيع الأوانى الفخارية جذبت سواح المركب
تشتهر أزقة المركب السياحى للحمام بظاهرة بيع الأواني الخزفية والفخارية المعروضة على جوانب الطرقات.
مشكلة جزءا هاما من تقاليد السياحة بالمنطقة حيث يحرص السياح عدم تفويت فرصة التجول و الإستمتاع
بمختلف المعروضات بغرض الشراء ، و أهم ما يلفت نظر المتجول فى أسواق حمام ريغة الأواني الفخارية التي
يتفنن أصحابها في جعلها تحفا فنية في غاية الروعة تستوقف الكثير من النسوة ، حيث تتنوع بين أواني الأكل
والتحف التزينية الملونة بالاضافة الى تذكارات تحمل صور المدينة والملابس التقليدية الأمازيغية والحلي الفضية
وحتى الآلات الموسيقية مثل الدربوكة المصنوعة من جلد الأغنام التي تكثر صناعتها في المنطقة جعل من هذه
المناطق معرضا مفتوحا على الهواء الطلق يمتد على طول السنة لكنه يكثر في فترة الشتاء ، إذ تشهد بلدية
حمام ريغة زحمة كبيرة عبر شوارع السوق خاصة المهاجرين أين تستهويهم هواية جمع التحف و التذكارات كما
أن اقتناء الأواني الفخارية التقليدية تقليد خاص لا يفوته زائروا المنطقة ، حتى سكان البلدية إعتادوا فى كل مرة
الإحتكاك بالزوار و تكوين صداقات حميمة معهم، الأمر الذي شجع الكثير للعودة مرة أخرى .
طقوس و عادات تمارسها النسوة عند مدخل الينابيع المعدنية
الزائر لأول مرة للمنابع المعدنية المتواجدة بالمنطقة يذهل من العادات التى تقوم بها النسوة ممن يطلق عليهن
"بزائرات سيدى سليمان" حيث يشجعن الفتيات العازبات على إدخال الشموع و الحنة لداخل ينبوع الماء تتلوها
زغاريت مدوية تحول الحمام لعرس حقيقي ، أما النسوة الحوامل فيمنعن بتاتا من الدخول كون سخونة مياه الينبوع
يشكل خطر على صحتهن ، أما الأمهات فيشجعن أطفالهن على رمى حبات بيض طازجة داخل بركة السباحة . و
لعل أبرز تقليد تعكف عليه الزائرات أول دخولهن للمسبح الساخن هو إطلاق الزغاريد المدوية لأن ذلك يعدل من
سخونة المسبح -حسب إعتقادهن
هذا و إن كانت أخريات ترفض مثل هته التصرفات و تصنفها فى خانة التخاريف و البدع إلا أن الكثيرات يعتبرنها تقاليد
من أجل الإستمتاع لا غير ،حيث تعكف الفتيات غالبا بالرغم من سخونة الينبوع لترديد الأغانى القديمة التى تقدمها
بعض الكبيرات فى السن تحت إيقاع الدربوكة طيلة فترة الإستحمام ليتحول الحمام الى فلكلور غنائي تقليدى .
السياحة الحموية تحتضر بحمام ريغة ..!!
إستقطب الحمام المعدني فى نهاية العام الفارط أكثر من نصف مليون زائر و يعتبر الرقم حسب المختصين جد
ضئيل بالمقارنة مع الأعوام السابقة ، كما أوعزت بعض المصادر الرسمية المحلية للجريدة أن السبب راجع لنقص
إستغلال جل الإمكا
السياحة الحموية تحتضر بحمام ريغة ..!!
إستقطب الحمام المعدني فى نهاية العام الفارط أكثر من نصف مليون زائر و يعتبر الرقم حسب المختصين جد ضئيل
بالمقارنة مع الأعوام السابقة ، كما أوعزت بعض المصادر الرسمية المحلية للجريدة أن السبب راجع لنقص إستغلال
جل الإمكانيات السياحية المتواجدة بالمركب حيث تستغل حاليا 40 بالمائة فقط من إمكانياته.
و بالرغم من تعدد الهياكل التى يحتويها هذا السرح السياحى الهام على غرار الشاليهات التى يفوق عددها 120
شاليه موزعة على الهواء الطلق إلا أن 40 شاليه فقط مستغل فعليا نظرا لوجود الباقي فى حالة كارثية ما يستوجب
إعادة الإعتبار للشاليهات المتبقية بغية إستغلالها .أما الفندق الذي يتوسط المركب فتتواجد به 30 غرفة إلا أنها تبقي
بعيدة عن متناول السائح المتوسط الدخل نظرا لإرتفاع تكلفة الكراء التى تصل 5300 دج لليلة الواحدة . فى حين
يبقي حمام البركة المتواجد فى جنوب المركب مقصد العائلات المتوسطة الحال إلا أن نقص عدد الغرف 13 غرفة
خلق نوع من الفوضي نتيجة التهافت على الغرف نظرا لإنخفاض تكلفة استئجاره التى تصل لحدود 1600 دج للغرفة
الواحدة ليبقي* حمام المنظر الجميل *مغلق فى وجه زائريه بالرغم من موقعه الإستراتيجى الممتاز إلا أنه جمد
نشاطه بسبب التشققات و التصدعات التى لحقت بجدرانه .
و كما علمت فان إدارة المركب قد تسلمت غلاف مالى هام فاق 200 مليار دينار من أجل
إعادة هيكلة و رد الإعتبار لمختلف المرافق السياحية بغية تمكين الزائرين من الإستفادة من جميع الخدمات المقدمة
و التى تبقي جد محتشمة نظرا للنقائص التى يعانى منها الحمام حاليا.
و يتطلع سواح و حتى سكان البلدية من السلطات المحلية التسريع فى وتيرة الانجاز و رد الإعتبار لسرح *سيدى
سليمان * خاصة و أن فصل الشتاء على الأبواب من أجل النهوض بالسياحة الحموية بالولاية بغية إعادة الحياة الى
هذا المركب الذى كان و لا يزال قبلة لعشاقه .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق