الاثنين، 14 سبتمبر 2015

مدافع جيل عين الدفلى عمار سليمي شبيبة الساورة بيتي وأتمنّى إنهاء مشواري فيه



كنت ممثل الجنوب في البطولة المحترفة... ولازلت صغيرا لأعتزل
استضافت «المحور اليومي» في عددها المتجدد من ركن «نجم الأسبوع»، أحد اللاعبين الموهوبين في الجنوب الجزائري، الإسم الذي سطع نجمه في عديد الأندية الجزائرية العملاقة وأينما حل وارتحل يترك بصمته الخاصة، هو المدافع المحوري عمار سليمي، لاعب جيل عين الدفلى حاليا، الذي فتح لنا قلبه في هذا الحوار الشيق الذي سلطنا فيه الضوء على مسيرته الكبيرة في الميادين الجزائرية.
 
o أهلا بك معنا سليمي، بداية كيف كانت محطتك مع الفريق الوطني المدرسي؟
في الحقيقة كانت مرحلة خاصة وتجربة فريدة من نوعها، ورغم صغر سنّي في ذلك الوقت إلا أنني اكتسبت خبرة كبيرة في تلك الخرجة، حيث التقينا بلاعبين من نوع آخر وعقليات مخالفة وكذا مستوى آخر، ناهيك عن أدائنا مناسك العمرة في سنّ صغيرة. بصراحة كانت محطة ولا أروع، لكننا في نهاية المطاف لم نحقق إنجازا كبيرا في تلك البطولة المصغرة، رغم أننا مثلنا الجزائر وشرّفنا العلم الوطني بقدر المستطاع. كما لا أخفيك أمرا، أن هدفي في ذلك الوقت كان الوصول إلى النجومية، فأنت تعلم جيدا بأن الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر والحمد لله استغللتها أحسن استغلالا.
o كانت لديك محطات كثيرة في البطولة الجزائرية، هل لك أن تحدثنا عن أيها كانت أكثر نجاحا؟
بصراحة أحمل في كل محطاتي السابقة في البطولة الجزائرية ذكريات جميلة جدا، حيث عشت مع كل واحدة أياما جميلة وأحمد الله أنه وفقني لتشريف عقودي مع كل تلك النوادي. لكن أكثر محطة أحسست فيها بأني لاعب كرة قدم حقيقي، كانت في بيت نصر حسين داي، الفريق الذي منحني شرف حمل شارة القيادة ولا أستطيع إنكار فضل هذا النادي ما حييت. أما بقية الفرق، فكما قلت لك، لا أستطيع نسيانها بحكم أني تربيت فيها واكتسبت خبرة كبيرة معها والكل هناك يعرف جيدا من هو اللاعب سليمي.
o علمنا بأن شبيبة الساورة تجاهلتك نوعا ما خلال الفترة الماضية وأنت في فورمة عالية، هل لك أن تروي لنا قصتك مع ممثل الجنوب في الرابطة المحترفة الأولى؟
قبل كل شيء شبيبة الساورة منزلي ولو أني لم ألعب فيه سابقا. وأعرف الجميع هناك سواء لاعبين أو مسيرين على غرار جاليت وبلخير معزيز، حمزاوي، جيلالي والبقية. 
أما ما حصل بيني وبين الفريق، هو أنه طلب خدماتي في مرحلة ما في وقت كنت فيه مرتبطا بعقد مع فريق آخر ولا يسعني فسخه، خاصة تلك الفترة، لأنني إذا فعلت ذلك سيترتب عن الأمر عقوبات وغرامات وإلى غيره من الأمور الإدارية، حيث فضلت حمل ألوان الساورة بطريقة قانونية بعد تسوية أموري مع الفريق الآخر، وبعد ذلك بمدة تم صرف النظر عني من طرف إدارة الشبيبة التي كنت أتمنى أن ألعب لها. والجيد في الأمر، أن علاقتي مع النادي جد طيبة ولا يسعني القول إلا أن فضلهم عليّ كبير وهذا واقع أعتز به أيضا.
وإذا فعلوا وطلبوا خدماتي مرة أخرى سأكون في الموعد هذه المرة، ولا أخفيك أمرا بأني مازلت قادرا على اللعب في الدوري المحترف، بدليل العروض التي وصلتني هذه الصائفة.
ودعني أقول لك أمرا آخر، هو أني أطمح لمساعدة فريق مسقط رأسي بخبرتي التي لن أتوانى في توظيفها خدمة للشبيبة بكل تواضع.
o إذن هل تريد العودة إلى الرابطة المحترفة من بوابة الساورة؟
ليس المهم العودة إلى الرابطة المحترفة، لأنني صلت وجلت فيها كثيرا وكنت فيها بمثابة «القنصل» ممثلا عن الجنوب الكبير، وكل ما يهمني هو شبيبة الساورة الفريق الذي أريد اللعب فيه إذا ما منحت لي الفرصة بالطبع وأتمنى ذلك من كل قلبي، لأني أدرك جيدا أني سأقدم الإضافة اللازمة وسأخدم الفريق بخبرتي الطويلة في الميادين الجزائرية وأستطيع فعل ذلك، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه. لدي إمكانات أيضا في الإدارة وكذا مع الفئات الصغرى خدمة للشباب الذي لا أريد أن يعاني مثلما عانيت أنا، ولا إنهاء مشواري هناك كما قلت لك؟ إذا وجدت اهتماما من طرف إدارة زرواطي.
o لديك خبرة في الرابطة المحترفة، هل تؤكد بأن مستواها تتحكم فيه الأموال؟
بالطبع البطولة الجزائرية تتحكم فيها المادة بنسبة كبيرة، في الحقيقة هو سلاح ذو حدين، الحد الأول هو أنه الفريق الذي لا يملك أموالا فإنه لن يرى النور على الإطلاق. أما الوجه الآخر هو البزنسة في اللعبة والسلبيات التي ترتبت عنها على غرار الأجور العالية للاعبين وكذا التلاعب بنتائج المقابلات وغيرها من الأمور التي أثرت بشكل خطير على واقع كرة القدم في الجزائر، الأمر الذي حطم الإبداع والمبدعين، وأكبر دليل على ذلك فرق الجنوب الكبير التي تمتلك خزانا رهيبا من الشبان الموهوبين، لكن كل تلك الفرق تفتقر للدعم المادي ما جعلها تعيش عصر انحطاط حقيقيا، على سبيل المثال أنا لعبت مع أبرز اللاعبين الجزائريين حاليا على غرار سليماني، سوداني وغيرهما، فهؤلاء وجدوا الإمكانات اللازمة للتألق، بينما غيرهم في الجنوب لم ولن يجدوها، خلاصة القول هو أنّ الأموال تلعب دورا كبيرا في تطور كرة القدم في الجزائر، فعندما يصبح لكل ناد ملعبه الخاص وبالمعايير المتعارف عليها، فعندها سيظهر المستوى الحقيقي للعبة في الجزائر. وأستغل الفرصة لأضرب المثل بأندية الجنوب التي لم تتخط عتبة الثاني هواة، بغض النظر عن شبيبة الساورة، فأملنا كبير مستقبلا في أن نرى فريقين أو أكثر في الرابطة المحترفة الثانية ومثل ذلك في الرابطة المحترفة الأولى لمَ لا؟.
o بالعودة إلى جيل عين الدفلي، كيف سارت تحضيراتكم استعدادا للموسم الجديد؟
تحضيراتنا كانت طبيعية وفي ظروف حسنة جدا، قمنا بتربص مغلق بالعاصمة وأقمنا في الملحق التابع لملعب 5 جويلية وكانت كل تدريباتنا هناك. بصراحة الأجواء كانت حماسية للغاية وكلنا طموح بتقديم موسم كبير وإسعاد أنصارنا. أما أهدافنا فتتمثل في اللعب على ورقة الصعود التي تراهن عليها الإدارة كثيرا، لكن مع العجز المالي المطروح قد نواجه صعوبات كبيرة في إنجاح مهمتنا هذه. فرئيس الفريق لديه طموح كبير ويحتاج إلى الدعم الكافي للوصول إلى الهدف المنشود.على الصعيد الفردي، فأنا أطمح أيضا لتقديم أفضل ما لدي لهذا الفريق الذي منحني الثقة وبحول الله سأوفق في ذلك.
o ما هي رسالتك للذين طالبوك بالاعتزال؟
لا أحد طالبني بهذا الأمر ولا أحد يستطيع فعل ذلك، لأن الجميع يعلم بأني مازلت صغير السن وقادر على العطاء لسنوات أخرى وبنفس المستوى، لكن رسالتي واضحة للذين اتهموني في وقت سابق وشوهوا سمعتي وقالوا بأني تلاعبت بالنتائج يوما ما، هذا الأمر آلمني كثيرا وأحبط معنوياتي، فكل إنسان يرتكب أخطاء وأنا بدوري ارتكبت أخطاء في الملعب، لكني لم أخن الفرق التي لعبت بألوانها ولن أفعل ذلك، كما أني لست نادما على أخطائي بحكم أنها تدخل في سياق اللعبة وأي لاعب معرض لمواقف مماثلة.
o هل وصلتك عروض أخرى هذه الصائفة؟
بالتأكيد وصلتني اتصالات كثيرة أولها من شباب باتنة وسريع المحمدية وكذا ترجي مستغانم وجيل عين الدفلى فريقي الحالي.
o كلمة نختم بها حوارنا
أتمنى من أعماق قلبي رؤية فرق كثيرة من الجنوب في الرابطتين المحترفتين الثانية والأولى، وكذا ازدهار كرة القدم بصفة عامة في المنطقة. كما أتمنى من مسؤولينا تطوير واقع الرياضة وإتاحة كافة الإمكانات وتسخيرها لخدمة الشباب الطموح.في الأخير أشكر «المحور اليومي» على هذه السانحة وأتمنى لكم حظا موفقا ولمَ لا أن نرى «المحور» قناة تلفزيونية؟، شكرا وإلى اللقاء.
 
  
 حاوره: أحمد ناصري
 

ليست هناك تعليقات: