الأحد، 24 مايو 2015

محمد شماني..حلم الثقافة في عين الدفلى ؟


محمد شماني
الدقات الثلاث : منذ أعوام جلست وصديقي المبدع ابن عين الدفلى وبالضبط مليانة نحلم في مقهى طونطونفيل بالعاصمة، وربما لا يعرفه البعض من القائمين على الثقافة هناك " ما رأيك أن نصع شيئا من العدم لولايتنا المحقورة ؟ " ، قال سيد أحمد قارة في صمت ، قلت له " بسم الله ولما لا " ، قال لي " موح فلنعتمد على علاقاتنا مدام أن السيدة مديرة الثقافة تثق في الكفاءات و ستمنحنا الدعم " ، بين قوسين ومروا عليها بدون قراءة "بيناتنا الدعم 300مليون لا تكفي كجوائز للتكريم "، اتفقنا و تأخرنا في إيجاد الحيز الزمني و بدأنا من العدم ، قارة والشهادة للتاريخ أبدع في استعمال العلاقات الشخصية و تم بالفعل ما أردنا و عقدنا اجتماع مع السيدة المديرة في أحد فنادق عين الدفلى وبدون مقابل ، و آنذاك قالت لي " أنت من عين الدفلى و نحن – محقورين - لا نظهر جيدا في الصحافة"، و تحدثت عن المراسلين أو بعضهم ، وعرجنا على الدعم المالي واتفقنا على النضال، لأن تكون الأيام السينمائية للفيلم الثوري بداية مسار ثقافي جديد يشرك فيه الجميع، خاصة أننا وبفضل العلاقات تمكنا من جلب أفضل دكاترة وهران و مستغانم و طلبة الجامعة و كان ما كان ...في مدة ثلاثة أشهر حدث ما حدث .
ويرفع الستار : هاتفني سيد أحمد قارة وهو المنتشي بالفكرة و الغارق في كثرة مشاريعه و أعماله... هذا مسرح وطني و تلك براكسيس للمسرح و مستغانم ووو حكايات طويلة ، قال أن المسألة أضحت جدية فقط يجب أن نلتقي و التقينا مجددا و ضبطنا القائمة بالتشاور ، على أن نحصل على مقابل سهل ليس لجيوبنا بل لولايتنا و هو إنتاج فيلم قصير بعد انتهاء الفترة التطبيقية النظرية للطلبة و كان ماكان فعلا مفعولا مقضيا بوقفة الرجال و النساء .
العقدة الأولى: " ‏مدير‬ الثقافة ....... إن لكَ بالمرصاد ........ قلنالك ماتخربش في ولاد ‏بصمة_الوئام‬" ... كتبها شباب إحدى الجمعيات الثقافية عبر الفايس بوك، و حينها تذكرت السيدة مديرة الثقافة باي زوايخة و أتمنى أن لا أكون قد أخطأت في اسمها مثلما تكرر الأمر أكثر من مرة في حظرتها قدمت كل ما لديها ، بحياء كانت تقول لنا أنا أدعمكم المهم قدموا لولايتكم ما تستحق ، و بالفعل اتفقنا على قائمة من 15 خمسة عشر رجلا فحلا وامرأة من فحول الثقافة و السينما فكان السينمائي الراحل عمي عمر "عمار العسكري " و كان الغوتي بن ددوش و بختي بن عمر ، هل أواصل الأسماء أم أكتفي لأن ما مر يكفي لصناعة سينما قائمة بذاتها و كانت السيدة الراحلة فتيحة بربار و السيدة زكال أو أمي وهيبة زكال كما أناديها و تقابلني بابتسامة ، و كان الجميل عبد العزيز قردة و المتفرد الكبير مصطفى برور و الزعيم أحمد بن عيسى وحسان كشاش سينمائي الفيلم التاريخي ابن بولعيد ودكاترة من جامعة وهران ومستغانم و القائمة طويلة و صدقوني لاقيت الصعب الكبير بعد نهاية الأيام لأن الجميع كان يريد الحضور ، فكنت أقول لهم مثلا سيد أحمد هو المسؤول ومرة أخرى يقول العكس هو لهم على أمل القادم .
في يوم الافتتاح غادرت العاصمة مبكرا و واجهت خطر توقيفي من الدرك أو الشرطة رفقة أخي، لأني كنت أسير بسرعة جنونية للوصول إلى الحلم عين الدفلى ، وفعلا وصلت للكابوس، في مدخل المدينة لا عنوان للأيام السينمائية ، لا أفيشات ، لا إشهار ، لا أخبار ، لا جديد و لا حديث يذكر و هنا سألت نفسي ما الذي تقوم به المديرية ؟ آه تذكرت وجدت ملصقات و لافتات كبيرة تتحدث عن المعرض الولائي للأواني المنزلية ووو مشتقاتها ولم أجد الثقافة .
وصلت للبيت العائلي وطلبت الإذن من والدتي -التي لم تشاهدني منذ شهر لكثرة الانشغالات - طلبت الإذن لأناضل و اتجهت للمديرية ، استقبلتني المديرة والخوف في عينيها رفقة المساعدة التي بدت متعاونة جدا ، قلت سيدتي ما الذي يحدث ، لماذا الافيشات موجودة هنا ؟ قالت لي : لقد ألصقوها و هذا الباقي ، ضحكت بخبث اعترف ، قلت إن الصقوها فماذا تفعل البقية هنا ؟ طلبت منهم ولا أعرف من هم العمل على إلصاق البقية ، وصدقوني لم يتم ما طلبت به ؟ 
المهم واصلنا استقبال الضيوف و كان الحدث مع الراحل عمار العسكري في حفل الافتتاح الذي يتغيب عنه الوالي و جماعته ، رغم الدعوة و تغيب رئيس المجلس الولائي وجماعته و تغيب الجميع إلا رئيس البلدية وهو لاعب كرة سابق ، سأله السي عمار العسكري لما السينما مغلوقة ؟ افتحوها أو نحن هنا لنفتحها ، التصريح مسجل على فكرة ، رد المير ستكون جاهزة بعدما خصصنا لها ميزانية ، بإذن الله ستفتح العام القادم ، أنا رئيس بلدية جديد و سأحرص عليها ، وفعل تناقلت الجرائد الخبر بإيعاز مني و لكنها لم تفتح ؟
الصراع : المهم و الأهم في كل ما حدث أننا أقمنا تقاليد جديدة ، نصحت الجميع بتخصيص حافلات نقل طلبة من الإقامات الجامعية و تحسيس المواطن الذي لن يبقى في المقهى، لكنه سيختار متابعة فيلم سينمائي و احتساء كأس قهوة ، لكن لا حياة لمن تنادي ،حضر كبار القوم سنا لا مكانة فحل جيراني و بعض الأصدقاء و غاب الجميع،وغاب الإشهار فقط لأن البعض من المشتغلين في حقل الثقافة حز في أنفسهم عودتي و سيد أحمد لتقديم وجه جميل لمسقط رأسنا .
الحبكة : نعم حاربنا على جبهات عدة و لكم أن تتخيلوا أن تناضل من الداخل و تقنع الناس بقيمة الثقافة ، وهنا أتذكر أنني التقيت شبابا وهو الذي نال منه المخدر ما نال ، سألته لما أدخلت السيجارة إلى قاعة العرض ؟ استحى ثم قال لي " أسف أستاذ "، قلت له "لست أستاذا أنا شقيقك ، هل سنحافظ على القاعة هكذا "، فقال لي " فعلا أنا معك ... " أحسست بصدقه و تواصلت حكايتي معه طيلة عمر الأيام السينمائية بالحضور و المشاركة في الجلسات التي كنا نعقدها عقب العروض السينمائية و الجلسات النظرية ومسابقة الأفلام القصيرة .
نهاية الأيام: تمت الحكاية بعدما زرنا مليانة و شرفنا رئيس البلدية فيها بزيارة ساحة الراحل المجاهد علي لابوانت و استقبال العائلة الفنية وحينها أتذكر أنه وعد بفتح المسرح البلدي ولا أدري إن كان عند وعده أم لا ، زرنا مصنع الأمير عبد القادر و المتحف و أبهرنا ضيوفنا ليقاسمونا الشرف في أول حدث ثقافي للأسف لم يكتمل بعدما شاركنا التلفزيون الجزائري الحدث في نشراته الرئيسية و بعدما ارتفعت التوصيات من الخبراء و الأساتذة و الفنانين تمت إقالة مديرة الثقافة و نقلت إلى متحف وهران ، وانتهت الحكاية و أنا أقرأ " لمن لا يعرفهم.... فهم شباب وفنانو ‫‏بصمة الوئام‬ ....لا يملون ولا يتعبون ..... ولا تثنيهم عراقيل ..... يتحدون الصعاب .... والقرارات المجحفة في حق ما يقومون به من اجل ‏أطفال عين‬ الدفلى ، نشطوا صباح اليوم الأسبوع الثاني من ‫‏لقاء الطفولة‬ في ساحة ‫‏دار الثقافة‬ و أمتعوا الأطفال بفقرات استثنائية ممتعة وهادفة ..... وعرف الأسبوع الثاني حضورا غفيرا من الأطفال وأوليائهم.... واستنكروا مثل هذه التصرفات التي تحرم الأطفال من حقهم في الترفيه.... وقد تم غلق القاعة في وجه تظاهرة لقاء الطفولة من قبل القائمين على مديرية الثقافة لحجج لا تعكس هذا التصرف غير المرغوب فيه ......هنا تذكرت الراحل سيد أحمد التقني في الصوت و قلت له رحمك الله يا أخي ...


ليست هناك تعليقات: