مصطفى زياتين كاتب وإعلامي ابن العطاف ولاية عين الدفلى |
مصطفى زياتين كاتب وإعلامي مبدع في ميدان الخواطر من مواليد 16 أفريل 1992، ابن مدينة العطّاف بولاية عين الدفلى
مصطفى زياتين كاتب وإعلامي مبدع في ميدان الخواطر من مواليد 16 أفريل 1992، ابن مدينة العطّاف بولاية عين الدفلى، طالب جامعي تخصص الهندسة المعمارية، أصدر أول كتاب له سنة 2014 جمع فيه مجموعة من الخواطر التي تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية بعنوان "ليلا، أحدث الياسمين عنك"، إضافة إلى قصة قصيرة بعنوان "التائب"، صدر الكتاب عن مؤسسة "نوفا جرافيك" بولاية سطيف. كما تحصل مصطفى زياتين على المرتبة الأولى في مجال الخاطرة بمهرجان "همسة" الدولي للأداب والفنون 2015 بمصر الشقيقة، وعلى المرتبة الثالثة عربيا في القصة القصيرة بمسابقة "طفرة جوز الأدبية" الأولى 2016.
-الحوار لجريدة "الديوان" الثقافية
--متى أحس مصطفى بميوله للكتابة؟
-جميل أن يدرك المرئ بداياته ويتغنى بزهوره اليانعة الأولى، كوردة تنتظرها أن تتفتح وما إن تغمض جفنا حتى تجدها تفتحت وأرخت بتلاتها على حين غرة، لذا لا يمكنني التكهن بالتفصيل والدقة، إلا أنها ترجع لفترة دراستي بالثانوية متى كتبت أول مخطوط لي في شاكلة خاطرة تعبر عن عشق الانتماء للقضية الفلسطينية عنونتها "دمعة فلسطيني".
-لماذا اخترت بالضبط كتابة الخواطر ؟
-لأن الخاطرة ربما تركن إلى مساق التحرر نوعا ما وتدعك تبحر في عالم آخر دون قيود، فاخترت الخاطرة لأن خاطري كان ولا زال مثقلا ومشبعا بحب الوطن وخدمة المجتمع الذي نتنفس بين ثناياه، فكان لزاما علي أن أجدني كاتبا واقفا بساقيه وقلمه متى أتيحت لي الفرصة قولا وفعلا.
-مما يلفت الانتباه في معلوماتك الشخصية هو تخصصك العلمي في الدراسة، كيف توفق بين ميولك ودراستك في الهندسة؟
-الحمد لله، لم يكن المجال العلمي يوما عثرة أمام تحقيق مناي وأحلامي بأن أصبح كاتبا أو أخوض في معارك أخرى لا تعنى بالعلوم، فدراستي للهندسة المعمارية تعد مرحلة كبقية المراحل، درستها وأتقنتها طيلة سنواتي بالجامعة سواء بجامعة الشلف أو جامعة تلمسان، وكذلك ميولي وشغفي بالأدب ولغة الضاد صرتُ لصيقا بهما أتقصى كل جديد عنهما وأتابع من حين لحين ما تجود به قرائح أساتذتي وأصدقائي الشعراء والروائيين والكتاب عموما.
-قبل عامين قدمت للساحة الأدبية عنوانا جميلا "ليلا، أحدث الياسمين عنك"، حدثنا عن محتوى الكتاب؟
-نعم، كتابي "ليلا، أحدث الياسمين عنك" أول مولود أدبي لي، صدر سنة 2014 عن دار "نوفا جرافيك" بولاية سطيف، في "173 صفحة" جمعت زمرة من خواطر تعالج الواقع المعاش وحكايا لأصدقاء لي آمنوا بي فسردوا لي يومياتهم وما يعانونه فأخذت الفرصة بكل صدق ومسؤولية ودافعتُ عنهم بما أوتيت من قوة ومعرفة، عالجت بخواطري مواضيع عدة منها القضية الفلسطينية، الصفات الحميدة الواجب الاتصاف بها في مجتمع مسلم مسالم، عن الوطن والانتماء إليه، عن حملات خيرية إنسانية عشتها أو كنت مشاركا ببعض مراحلها، عن شهداء الجزائر وتضحياته الجسام لتحرير الجزائر، رسائل من شاب يعتز ويدعو حرائر وطنه للتمسك بمبادئهن والتحلي بالأنفة والحياء، هذا وأدرجتُ أيضا في آخر الكتاب قصة اجتماعية من وحي خيالي عنونتها "التائب" تحكي عن مغامرة شاب طائع وديع بين أحضان والديه ليغوص مع شبكة محترفة في عالم تزوير النقود دون معرفته، تقوده إلى مهب فقدان مبادئه وتبعده عن مقاعد الدراسة نحو شهوة المال، ليتحدى في الأخير هاته الجماعة رغم ما فعلتهُ بأمه التي كانت على مقربة من الموت، معلنا توبته النصوح وعودته إلى دراسته بالثانوية ثم إتمام مسيرته حتى تخرجه محاميا يدافع عن الحق والأبرياء، هي مواضيع عديدة جمعتها ورقيا ليعيشها غيري من القراء كما عشتها أنا قبلا عسى أن تحيي قلوبا مصفدة وتزهر ثمارا ضامرة في كنف هذه الحياة التي وجب أن نعيشها حذرين جدا.
-من المعروف أن غالبية الشعراء يبدءون مسيرتهم الأدبية بكتابة الخواطر، هل سيسير الشاب مصطفى على دربهم وينظم الشعر ؟
-صحيح، يقال كتابة الخاطرة أرضية خصبة لكتابة الشعر، لكن حاليا ليس لي رغبة شديدة في نظمه لأني أدري وعلى يقين أن الشعر ذو مسؤولية أكبر بكثير، فيمكنني مثلا أن أعتكف شهرا أو اثنين بالبيت أتدارس مع كتبي لأتقن ترويض البحور وفك شفرة التفعيلة راكبا على صهوة صدر البيت وعجزه، لكن ما يسوءني أن أكتب شعرا لأكتب فقط، فألتهي بالبحر وتفعيلاته وأنسى الموضوع ورسالته القوية واقعا في خطأ النظم فأكون ناظما فقط غير شاعر حقيقي، وهذا ما ألحظه وما يلحظه النقاد أن هناك من يلتهي فقط بإنهاء أواخر عجز أبياته بكلمات يحضرها آنفا، المهم أنه ينهي قصيدته وكفى، وعليه أنا باق في الخاطرة حتى يكتمل بدر معرفتي وإلمامي بالكتابة وأدواتها كل الاكتمال، حينها وعندما أجدني قمرا ناضجا سأكون لا شك شاعرا أصيلا بكل ما تحمله الأصالة من معنى.
-الحوار لجريدة "الديوان" الثقافية
--متى أحس مصطفى بميوله للكتابة؟
-جميل أن يدرك المرئ بداياته ويتغنى بزهوره اليانعة الأولى، كوردة تنتظرها أن تتفتح وما إن تغمض جفنا حتى تجدها تفتحت وأرخت بتلاتها على حين غرة، لذا لا يمكنني التكهن بالتفصيل والدقة، إلا أنها ترجع لفترة دراستي بالثانوية متى كتبت أول مخطوط لي في شاكلة خاطرة تعبر عن عشق الانتماء للقضية الفلسطينية عنونتها "دمعة فلسطيني".
-لماذا اخترت بالضبط كتابة الخواطر ؟
-لأن الخاطرة ربما تركن إلى مساق التحرر نوعا ما وتدعك تبحر في عالم آخر دون قيود، فاخترت الخاطرة لأن خاطري كان ولا زال مثقلا ومشبعا بحب الوطن وخدمة المجتمع الذي نتنفس بين ثناياه، فكان لزاما علي أن أجدني كاتبا واقفا بساقيه وقلمه متى أتيحت لي الفرصة قولا وفعلا.
-مما يلفت الانتباه في معلوماتك الشخصية هو تخصصك العلمي في الدراسة، كيف توفق بين ميولك ودراستك في الهندسة؟
-الحمد لله، لم يكن المجال العلمي يوما عثرة أمام تحقيق مناي وأحلامي بأن أصبح كاتبا أو أخوض في معارك أخرى لا تعنى بالعلوم، فدراستي للهندسة المعمارية تعد مرحلة كبقية المراحل، درستها وأتقنتها طيلة سنواتي بالجامعة سواء بجامعة الشلف أو جامعة تلمسان، وكذلك ميولي وشغفي بالأدب ولغة الضاد صرتُ لصيقا بهما أتقصى كل جديد عنهما وأتابع من حين لحين ما تجود به قرائح أساتذتي وأصدقائي الشعراء والروائيين والكتاب عموما.
-قبل عامين قدمت للساحة الأدبية عنوانا جميلا "ليلا، أحدث الياسمين عنك"، حدثنا عن محتوى الكتاب؟
-نعم، كتابي "ليلا، أحدث الياسمين عنك" أول مولود أدبي لي، صدر سنة 2014 عن دار "نوفا جرافيك" بولاية سطيف، في "173 صفحة" جمعت زمرة من خواطر تعالج الواقع المعاش وحكايا لأصدقاء لي آمنوا بي فسردوا لي يومياتهم وما يعانونه فأخذت الفرصة بكل صدق ومسؤولية ودافعتُ عنهم بما أوتيت من قوة ومعرفة، عالجت بخواطري مواضيع عدة منها القضية الفلسطينية، الصفات الحميدة الواجب الاتصاف بها في مجتمع مسلم مسالم، عن الوطن والانتماء إليه، عن حملات خيرية إنسانية عشتها أو كنت مشاركا ببعض مراحلها، عن شهداء الجزائر وتضحياته الجسام لتحرير الجزائر، رسائل من شاب يعتز ويدعو حرائر وطنه للتمسك بمبادئهن والتحلي بالأنفة والحياء، هذا وأدرجتُ أيضا في آخر الكتاب قصة اجتماعية من وحي خيالي عنونتها "التائب" تحكي عن مغامرة شاب طائع وديع بين أحضان والديه ليغوص مع شبكة محترفة في عالم تزوير النقود دون معرفته، تقوده إلى مهب فقدان مبادئه وتبعده عن مقاعد الدراسة نحو شهوة المال، ليتحدى في الأخير هاته الجماعة رغم ما فعلتهُ بأمه التي كانت على مقربة من الموت، معلنا توبته النصوح وعودته إلى دراسته بالثانوية ثم إتمام مسيرته حتى تخرجه محاميا يدافع عن الحق والأبرياء، هي مواضيع عديدة جمعتها ورقيا ليعيشها غيري من القراء كما عشتها أنا قبلا عسى أن تحيي قلوبا مصفدة وتزهر ثمارا ضامرة في كنف هذه الحياة التي وجب أن نعيشها حذرين جدا.
-من المعروف أن غالبية الشعراء يبدءون مسيرتهم الأدبية بكتابة الخواطر، هل سيسير الشاب مصطفى على دربهم وينظم الشعر ؟
-صحيح، يقال كتابة الخاطرة أرضية خصبة لكتابة الشعر، لكن حاليا ليس لي رغبة شديدة في نظمه لأني أدري وعلى يقين أن الشعر ذو مسؤولية أكبر بكثير، فيمكنني مثلا أن أعتكف شهرا أو اثنين بالبيت أتدارس مع كتبي لأتقن ترويض البحور وفك شفرة التفعيلة راكبا على صهوة صدر البيت وعجزه، لكن ما يسوءني أن أكتب شعرا لأكتب فقط، فألتهي بالبحر وتفعيلاته وأنسى الموضوع ورسالته القوية واقعا في خطأ النظم فأكون ناظما فقط غير شاعر حقيقي، وهذا ما ألحظه وما يلحظه النقاد أن هناك من يلتهي فقط بإنهاء أواخر عجز أبياته بكلمات يحضرها آنفا، المهم أنه ينهي قصيدته وكفى، وعليه أنا باق في الخاطرة حتى يكتمل بدر معرفتي وإلمامي بالكتابة وأدواتها كل الاكتمال، حينها وعندما أجدني قمرا ناضجا سأكون لا شك شاعرا أصيلا بكل ما تحمله الأصالة من معنى.
-
لكل فن رسالة والخاطرة فن جميل، ما الرسالة التي تؤمن بقدرتك على تقديمها بواسطة الخاطرة؟
لكل فن رسالة والخاطرة فن جميل، ما الرسالة التي تؤمن بقدرتك على تقديمها بواسطة الخاطرة؟
-
بالخاطرة يمكنني فعل الكثير، أن أحيي قلبا ميتا ولو في جبال الأنديز، أن أسهم في رسم بسمة على شفاه متجمدة بالقطب الشمالي، أن أدافع عن الضعفاء وأكون صوتهم عندما تقسو عليهم الأيام، بالخاطرة أستنشق الحب وأنثره على من حولي ليعيشوا متآخين متحابين في كنف الاحترام والتقدير، ايه لو تعرف كيف يمكن لبعض كلمات أن تعيد أبا يتضرع حنينا لزوجته وولده في غياهب الغربة، وقد حدث معي هذا أن كنت سببا ولو بسيطا في التحام عائلة بأكملها، ولأن الساكت عن الحق من إخوة الشياطين، كان لزاما على الكاتب أن يغرف من يمّ المسؤولية والموضوعية حتى يقدر على كسر جدار الجور والمحسوبية فيكون سدا منيعا قائما أمام كل صور التشويه التي تطال مكونات المجتمع في الجزائر أو في الوطن العربي أجمع.
-جميل مصطفى، لكل كاتب ميزة خاصة وميزتك هي الكتابة الملتزمة العفيفة الهادفة، كيف ترى هذا الطابع في وسطنا الأدبي الذي يضج بالكتابة التي تشيع الجنس وحتى الفتن والأفكار التي قد تفسد أفكار القراء؟
-هي بكل بساطة تدعى "المدرسة الكعبية" من عصر ما قبل الإسلام مرورا إلى صدر الإسلام لكعب بن زهير بن أبي سلمى صاحب القصيدة اللامية "بانت سعاد" الذي كان يهذب العقل بالغزل العفيف، كذلك اليوم هناك كتاب وشعراء يتبعون منهج المدرسة الكعبية بالجزائر أمثال شاعر العرب "محمد جربوعة" صاحب رائعة "قدر حبه" في التغني بحب النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، والذي كان لي حظ وفير بالتعرف إليه وتلقي النصح والتقويم منه فيما أكتبه، فالكتابة العفيفة وتمرير رسائل توعوية هادفة باستخدام غرض الغزل العفيف يفضي بشدة إلى رسم معالم الأخوة السمحاء وغرس قيم ومبادئ ديننا الحنيف في صور بسيطة جميلة يستلطفها الجميع فتؤثر فيهم، وهذا هو المقصد من المدرسة بحد ذاتها أن تؤثر إيجابا في الوسط المعاش بتمرير كل معاني الجمال وحبّ دولة عنوانها "الورد" لا غير.
-شاركت مؤخرا في مهرجان دولي معروف يسمى بمهرجان "همسة" للأداب والفنون بمصر وفزت بالمرتبة الأولى في الخاطرة، صف لنا تجربتك هذه؟
-تجربة جميلة عشتها بالقاهرة بلد العلم والشعراء، بعد تتويجي بالمرتبة الأولى صنف الخاطرة عن عملي "فكيف عن حبك يا صفيّ أنفطم؟" في الطبعة الثالثة من مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون 2015، والذي يشرف عليه الكاتب والإعلامي الكبير "فتحي الحصري"، شارك بها كوكبة من مبدعي الوطن العربي الكبير فاختلستُ المرتبة الأولى مرتفعا بعلم وطني الجزائر عاليا وسط أحبتي من عديد البلدان العربية، في أجواء حميمية بالقاهرة حضرنا حفل التكريم وتلقينا أوسمة التتويج ورحنا ككل المبدعين نتشارك إبداعنا في سهرات شعرية وإلقائية جميلة، كل من وطنه وكل بما يحمل في جعبته، والجميل أيضا وما راقني بالمهرجان القامات الشعرية والإعلامية التي التقياناها هناك واحتككنا بثقافتها من فلسطين، المغرب، تونس، إيران، سوريا، لبنان وغيرهم، حقا كانت أياما وليالي لا تنسى أبدا ولا تمحى من بال.
-مصادر إعلامية تداولت واقعية الخاطرة التي فزت بها، حدثنا عنها ؟
-صحيح، خاطرتي "فكيف عن حبك يا صفي أنفطم؟" التي فزت بها بمهرجان همسة بدولة مصر، واقعية مائة بالمئة، كانت لصديق جزائري لي اسمه "يزيد" كان يعيش بعيدا عن عائلته من زوجته وابنه الرضيع ذو الستة أشهر "صفي الرحمن" فصديقي كان بتابع من حين لحين ما أكتبه، ليراسلني مرة ويحكي لي بحرقة شديدة وهو هناك بالغربة عن شوقه وحنينه لعائلته الصغيرة وكيف يرغب في ضم ابنه بكلتا يديه، فحقيقة تأثرت جدا لقصته ورحتُ أواسيه وأشجعه على القدوم للوطن والعودة سريعا إلى أحضان عائلته الدافئة، وكان ما شاءه الخالق سبحانه وما طلبته منه، فكان لزاما علي أن أكتب خاطرة تحكي عن الشوق واللقاء في أسطر عديدة قدمتها بكلمات " فكما يحنّ الابن لأبيه يحنّ كذلك الأب لابنه، هي قصّة حقيقية لصديق لي أخذته الغُربةُ عن ابنه "صفيُّ الرحمن" عندما كان عمره ستّة أشهر، ليعود له بعد عامين بكلّ معاني الحرقة و الاشتياق، "صفيٌّ" انفطم عن الرضاعة ، و الأب لم ينفطم عن حبّه"، وحمدًا لله عاد "يزيد" لابنه وزوجته بعد عامين من الألم والغياب.
انتقلت إلى ميدان الإعلام في خطوة جريئة وتخصصت في الميدان الثقافي، وهذا الأخير منحك علاقات طيبة مع كتاب وشعراء شباب، ما الذي التمسته من خلال احتكاكك بهؤلاء المبدعين؟
التحقت قبل أشهر بقناة نوميديا وركنتُ إلى القسم الثقافي، تجربة جديدة تستحق الثبات عليها، وجدتُ فيها عائلتي الإعلامية فبين ثناء عفيف وعِتاب لطيف أحاول أن أحترف أكثر بمجال الإعلام وأستمع لمن لهم باع وخبرة في هذا المجال، ولأنّ الرضيع لا يمكن بعامه الأول أن يستغني عن قارورة الحليب أحاول أنا أن أتماسك بأصدقائي في العمل لنقدم الأفضل لا غير .. للضمير أولا .. ثم للإعلام ثانيا .. ولقناة نوميديا، وبما أنني كاتب وميّال لمداعبة القلم وكذا تخصصي بالثقافة جعلني ألتقي يوميا بأهل الثقافة من عديد الشعراء والروائيين والفنانين، شلّة اقتسمتُ معهم ساعات من الزمن محاولين مع بعض بالأخذ والرد الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني ونجعله سلسا بسيطا بعيدا عن التصنّع والتكلّف، فبين الشعر المنظوم إلى الملحون ثم الخاطرة والرواية والمسرح والسينما وجدت أُنسي وراحتي وصوّبت مساري الإعلامي أكثر.
-مبدئيا وحاليا هل نجح مصطفى زياتين في تجربته الإعلامية ؟
-حاليا لا يمكنني الحكم على تجربتي الإعلامية لأني مازلت بأول الطريق ومسيرتي الإعلامية يافعة ولم تنضج بعد، إلا أنه يمكنني القول أني أحاول الثبات على طريق الاحترافية والمسؤولية حتى أكمل واجبي تجاه المشاهد والمستمع الجزائري على أتم وجه دون ادخار أي جهد.
-بالعودة إلى موضوع الأدب، هل تعتقد أن الأدب الجزائري يسير في السكة الصحيحة؟
-بحديثك عن الأدب الجزائري ذكرتني بمقولة طالما التصقت بالشعب الجزائري أنه شعب لا يقرأ وكنتُ قد طرحت بإحدى تغطياتي الصحفية بقناة نوميديا فيها سؤالا على وزير الثقافة الحالي الشاعر والمثقف السيد عز الدين ميهوبي صاحب رواية "إرهابيس" عن صحة هاته المقولة ليجيب بكل ما وسعته حنجرته "من قال أن الجزائري لا يقرأ هو الذي لا يقرأ"، فالجزائر وأدبها باق وخالد بأدبائها وشعرائها وروائييها وكتابها أحبّ من أحبّ وكره من كره، ولا يمكن أن نقصي جهودا ومهارات جزائرية تتطور يوما بعد يوما بقول أن الأدب الجزائري ليس على السكة الصحيحة، إنما قد تحدث بعض الهفوات من حين لحين، لكن وجب علينا نحن كمواطنين جزائريين أولا ثم كمثقفين ثانيا التكاتف سويا للرقي بالمشهد الأدبي والثقافي عموما، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
-شخصيا ماهي طموحاتك ككاتب شاب مزال في بداية الطريق؟
-ككاتب شاب أطمح أن يُنظر لنا بعين التفائل بأننا الحاضر الجميل والغد الأجمل ونحن لها! ككاتب شاب يستوقد شحنة وإرادة من غيرته على هذا الوطن أطمح أن أعيش وسط نظرائي في كنف الحب والإخاء والمودة، فكلّ ما يحاك اليوم حول الشاب الجزائري يدفعه إلى الانتحار على شفى القنوط .. ولولا البصيرة لحدث ذلك !في الثالثة والعشرين من عمري ولم أعترف يوما بأن الإبداع له قامة كقامتي ولا سنّا يحدّه.. ليس له طفولة حتى يكبر ليصير شيخا يتكأ على عصاه، فحريّ على من مثلي شبابا أن يعتمدوا على أنفسهم في رسم أحلامهم بعيدا عن سارقي الأحلام .. وأن يجسّدوها بسواعدهم الفتية التي ستقسوا لا شكّ وستهشّم من كان في وقت قريب يظنّ أن الشباب لا حدث، وبالحديث عن أعمالي المستقبلية أحضر قريبا جدا لإصدار ثاني "كتاب" يجمع "مقالات وخواطر" بطرح عميق ومستوى راق إلى حد مقبول، أعالج من خلالها مواضيع عديدة وجديدة لم تدرج بكتابي الأول "ليلا، أحدث الياسمين عنك".
-هل لك أن تهدينا خاطرة من إبداع أناملك الطاهرة ؟
-أختار لكم خاطرة من أناملي في شاكلة رسالة منّي إلى كل فتاة عفيفة تحافظ على مبادئها في ظهر الغيب.
"رسالة ودّ في ظرف نُصحْ " المُرسل : مصطفى زياتين
-سيري و انتشري
من حقّكِ أن تغدري
فلكِ باعُ حُسن
و رَمشٌ ! كأنّه الطوفانْ
-سيري و حاذري
.. رويدًا !
من يدري ؟ إذا هززتِ جفنًا
فأضحى مُعدم اللّسانْ
-و لا تُجاهري بآهٍ
اكتُمي بُحّة مسمومة
- لو تشاء - !
تذيبُ الرّوح في رُبع آنْ
-و لكِ في الشّامة زناد قاتلٌ
و لكِ في الشّامة
ضيفٌ يدخلُ بلا استئذانْ
-و على خدّيكِ حُمرة
تتوظّأ في خجل
ثم تصلّي قبل أن يُرفع الآذانْ
-و الخِمار ! كم يليق بكِ
.. يتحرّشُ بك !
سمعته يهذي : ولتأتني
أقراطها .. و الأذنانْ
-و - الحجابُ - عليكِ
غمامٌ يمطر شرفا
ينثرُ الودّ ترَفا
بدرٌ مُشمّعٌ .. آيةٌ مِن سوّر القرآن
-سيري و افتخري
.. جدّفي ! أبحري بعيدا
فالعَريُ - بلا دين -
و السّترُ .. دينُ العدنان
-كلمة أخيرة لجريدة الديوان وقراءها الأوفياء؟
-ختاما، أمرر تحية عطرة لجريدة "الديوان" الثقافية ولطاقمها على المجهودات المبذولة للرقي بالمشهد الثقافي في الجزائر، آملا من الخالق وسبحانه أن يطيل أعمارنا في القيام بما يرضيه أولا وما يخدم عباده بكل خير، ومادام العقل يعقل والقلب ينبض سنبقى وندعو القارئ الكريم إلى البقاء على سكة التمييز بين الطالح والصالح حتى يبقى في الأخير "الذوق الراقي والجميل" سامقا في السماء.
بالخاطرة يمكنني فعل الكثير، أن أحيي قلبا ميتا ولو في جبال الأنديز، أن أسهم في رسم بسمة على شفاه متجمدة بالقطب الشمالي، أن أدافع عن الضعفاء وأكون صوتهم عندما تقسو عليهم الأيام، بالخاطرة أستنشق الحب وأنثره على من حولي ليعيشوا متآخين متحابين في كنف الاحترام والتقدير، ايه لو تعرف كيف يمكن لبعض كلمات أن تعيد أبا يتضرع حنينا لزوجته وولده في غياهب الغربة، وقد حدث معي هذا أن كنت سببا ولو بسيطا في التحام عائلة بأكملها، ولأن الساكت عن الحق من إخوة الشياطين، كان لزاما على الكاتب أن يغرف من يمّ المسؤولية والموضوعية حتى يقدر على كسر جدار الجور والمحسوبية فيكون سدا منيعا قائما أمام كل صور التشويه التي تطال مكونات المجتمع في الجزائر أو في الوطن العربي أجمع.
-جميل مصطفى، لكل كاتب ميزة خاصة وميزتك هي الكتابة الملتزمة العفيفة الهادفة، كيف ترى هذا الطابع في وسطنا الأدبي الذي يضج بالكتابة التي تشيع الجنس وحتى الفتن والأفكار التي قد تفسد أفكار القراء؟
-هي بكل بساطة تدعى "المدرسة الكعبية" من عصر ما قبل الإسلام مرورا إلى صدر الإسلام لكعب بن زهير بن أبي سلمى صاحب القصيدة اللامية "بانت سعاد" الذي كان يهذب العقل بالغزل العفيف، كذلك اليوم هناك كتاب وشعراء يتبعون منهج المدرسة الكعبية بالجزائر أمثال شاعر العرب "محمد جربوعة" صاحب رائعة "قدر حبه" في التغني بحب النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، والذي كان لي حظ وفير بالتعرف إليه وتلقي النصح والتقويم منه فيما أكتبه، فالكتابة العفيفة وتمرير رسائل توعوية هادفة باستخدام غرض الغزل العفيف يفضي بشدة إلى رسم معالم الأخوة السمحاء وغرس قيم ومبادئ ديننا الحنيف في صور بسيطة جميلة يستلطفها الجميع فتؤثر فيهم، وهذا هو المقصد من المدرسة بحد ذاتها أن تؤثر إيجابا في الوسط المعاش بتمرير كل معاني الجمال وحبّ دولة عنوانها "الورد" لا غير.
-شاركت مؤخرا في مهرجان دولي معروف يسمى بمهرجان "همسة" للأداب والفنون بمصر وفزت بالمرتبة الأولى في الخاطرة، صف لنا تجربتك هذه؟
-تجربة جميلة عشتها بالقاهرة بلد العلم والشعراء، بعد تتويجي بالمرتبة الأولى صنف الخاطرة عن عملي "فكيف عن حبك يا صفيّ أنفطم؟" في الطبعة الثالثة من مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون 2015، والذي يشرف عليه الكاتب والإعلامي الكبير "فتحي الحصري"، شارك بها كوكبة من مبدعي الوطن العربي الكبير فاختلستُ المرتبة الأولى مرتفعا بعلم وطني الجزائر عاليا وسط أحبتي من عديد البلدان العربية، في أجواء حميمية بالقاهرة حضرنا حفل التكريم وتلقينا أوسمة التتويج ورحنا ككل المبدعين نتشارك إبداعنا في سهرات شعرية وإلقائية جميلة، كل من وطنه وكل بما يحمل في جعبته، والجميل أيضا وما راقني بالمهرجان القامات الشعرية والإعلامية التي التقياناها هناك واحتككنا بثقافتها من فلسطين، المغرب، تونس، إيران، سوريا، لبنان وغيرهم، حقا كانت أياما وليالي لا تنسى أبدا ولا تمحى من بال.
-مصادر إعلامية تداولت واقعية الخاطرة التي فزت بها، حدثنا عنها ؟
-صحيح، خاطرتي "فكيف عن حبك يا صفي أنفطم؟" التي فزت بها بمهرجان همسة بدولة مصر، واقعية مائة بالمئة، كانت لصديق جزائري لي اسمه "يزيد" كان يعيش بعيدا عن عائلته من زوجته وابنه الرضيع ذو الستة أشهر "صفي الرحمن" فصديقي كان بتابع من حين لحين ما أكتبه، ليراسلني مرة ويحكي لي بحرقة شديدة وهو هناك بالغربة عن شوقه وحنينه لعائلته الصغيرة وكيف يرغب في ضم ابنه بكلتا يديه، فحقيقة تأثرت جدا لقصته ورحتُ أواسيه وأشجعه على القدوم للوطن والعودة سريعا إلى أحضان عائلته الدافئة، وكان ما شاءه الخالق سبحانه وما طلبته منه، فكان لزاما علي أن أكتب خاطرة تحكي عن الشوق واللقاء في أسطر عديدة قدمتها بكلمات " فكما يحنّ الابن لأبيه يحنّ كذلك الأب لابنه، هي قصّة حقيقية لصديق لي أخذته الغُربةُ عن ابنه "صفيُّ الرحمن" عندما كان عمره ستّة أشهر، ليعود له بعد عامين بكلّ معاني الحرقة و الاشتياق، "صفيٌّ" انفطم عن الرضاعة ، و الأب لم ينفطم عن حبّه"، وحمدًا لله عاد "يزيد" لابنه وزوجته بعد عامين من الألم والغياب.
انتقلت إلى ميدان الإعلام في خطوة جريئة وتخصصت في الميدان الثقافي، وهذا الأخير منحك علاقات طيبة مع كتاب وشعراء شباب، ما الذي التمسته من خلال احتكاكك بهؤلاء المبدعين؟
التحقت قبل أشهر بقناة نوميديا وركنتُ إلى القسم الثقافي، تجربة جديدة تستحق الثبات عليها، وجدتُ فيها عائلتي الإعلامية فبين ثناء عفيف وعِتاب لطيف أحاول أن أحترف أكثر بمجال الإعلام وأستمع لمن لهم باع وخبرة في هذا المجال، ولأنّ الرضيع لا يمكن بعامه الأول أن يستغني عن قارورة الحليب أحاول أنا أن أتماسك بأصدقائي في العمل لنقدم الأفضل لا غير .. للضمير أولا .. ثم للإعلام ثانيا .. ولقناة نوميديا، وبما أنني كاتب وميّال لمداعبة القلم وكذا تخصصي بالثقافة جعلني ألتقي يوميا بأهل الثقافة من عديد الشعراء والروائيين والفنانين، شلّة اقتسمتُ معهم ساعات من الزمن محاولين مع بعض بالأخذ والرد الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني ونجعله سلسا بسيطا بعيدا عن التصنّع والتكلّف، فبين الشعر المنظوم إلى الملحون ثم الخاطرة والرواية والمسرح والسينما وجدت أُنسي وراحتي وصوّبت مساري الإعلامي أكثر.
-مبدئيا وحاليا هل نجح مصطفى زياتين في تجربته الإعلامية ؟
-حاليا لا يمكنني الحكم على تجربتي الإعلامية لأني مازلت بأول الطريق ومسيرتي الإعلامية يافعة ولم تنضج بعد، إلا أنه يمكنني القول أني أحاول الثبات على طريق الاحترافية والمسؤولية حتى أكمل واجبي تجاه المشاهد والمستمع الجزائري على أتم وجه دون ادخار أي جهد.
-بالعودة إلى موضوع الأدب، هل تعتقد أن الأدب الجزائري يسير في السكة الصحيحة؟
-بحديثك عن الأدب الجزائري ذكرتني بمقولة طالما التصقت بالشعب الجزائري أنه شعب لا يقرأ وكنتُ قد طرحت بإحدى تغطياتي الصحفية بقناة نوميديا فيها سؤالا على وزير الثقافة الحالي الشاعر والمثقف السيد عز الدين ميهوبي صاحب رواية "إرهابيس" عن صحة هاته المقولة ليجيب بكل ما وسعته حنجرته "من قال أن الجزائري لا يقرأ هو الذي لا يقرأ"، فالجزائر وأدبها باق وخالد بأدبائها وشعرائها وروائييها وكتابها أحبّ من أحبّ وكره من كره، ولا يمكن أن نقصي جهودا ومهارات جزائرية تتطور يوما بعد يوما بقول أن الأدب الجزائري ليس على السكة الصحيحة، إنما قد تحدث بعض الهفوات من حين لحين، لكن وجب علينا نحن كمواطنين جزائريين أولا ثم كمثقفين ثانيا التكاتف سويا للرقي بالمشهد الأدبي والثقافي عموما، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
-شخصيا ماهي طموحاتك ككاتب شاب مزال في بداية الطريق؟
-ككاتب شاب أطمح أن يُنظر لنا بعين التفائل بأننا الحاضر الجميل والغد الأجمل ونحن لها! ككاتب شاب يستوقد شحنة وإرادة من غيرته على هذا الوطن أطمح أن أعيش وسط نظرائي في كنف الحب والإخاء والمودة، فكلّ ما يحاك اليوم حول الشاب الجزائري يدفعه إلى الانتحار على شفى القنوط .. ولولا البصيرة لحدث ذلك !في الثالثة والعشرين من عمري ولم أعترف يوما بأن الإبداع له قامة كقامتي ولا سنّا يحدّه.. ليس له طفولة حتى يكبر ليصير شيخا يتكأ على عصاه، فحريّ على من مثلي شبابا أن يعتمدوا على أنفسهم في رسم أحلامهم بعيدا عن سارقي الأحلام .. وأن يجسّدوها بسواعدهم الفتية التي ستقسوا لا شكّ وستهشّم من كان في وقت قريب يظنّ أن الشباب لا حدث، وبالحديث عن أعمالي المستقبلية أحضر قريبا جدا لإصدار ثاني "كتاب" يجمع "مقالات وخواطر" بطرح عميق ومستوى راق إلى حد مقبول، أعالج من خلالها مواضيع عديدة وجديدة لم تدرج بكتابي الأول "ليلا، أحدث الياسمين عنك".
-هل لك أن تهدينا خاطرة من إبداع أناملك الطاهرة ؟
-أختار لكم خاطرة من أناملي في شاكلة رسالة منّي إلى كل فتاة عفيفة تحافظ على مبادئها في ظهر الغيب.
"رسالة ودّ في ظرف نُصحْ " المُرسل : مصطفى زياتين
-سيري و انتشري
من حقّكِ أن تغدري
فلكِ باعُ حُسن
و رَمشٌ ! كأنّه الطوفانْ
-سيري و حاذري
.. رويدًا !
من يدري ؟ إذا هززتِ جفنًا
فأضحى مُعدم اللّسانْ
-و لا تُجاهري بآهٍ
اكتُمي بُحّة مسمومة
- لو تشاء - !
تذيبُ الرّوح في رُبع آنْ
-و لكِ في الشّامة زناد قاتلٌ
و لكِ في الشّامة
ضيفٌ يدخلُ بلا استئذانْ
-و على خدّيكِ حُمرة
تتوظّأ في خجل
ثم تصلّي قبل أن يُرفع الآذانْ
-و الخِمار ! كم يليق بكِ
.. يتحرّشُ بك !
سمعته يهذي : ولتأتني
أقراطها .. و الأذنانْ
-و - الحجابُ - عليكِ
غمامٌ يمطر شرفا
ينثرُ الودّ ترَفا
بدرٌ مُشمّعٌ .. آيةٌ مِن سوّر القرآن
-سيري و افتخري
.. جدّفي ! أبحري بعيدا
فالعَريُ - بلا دين -
و السّترُ .. دينُ العدنان
-كلمة أخيرة لجريدة الديوان وقراءها الأوفياء؟
-ختاما، أمرر تحية عطرة لجريدة "الديوان" الثقافية ولطاقمها على المجهودات المبذولة للرقي بالمشهد الثقافي في الجزائر، آملا من الخالق وسبحانه أن يطيل أعمارنا في القيام بما يرضيه أولا وما يخدم عباده بكل خير، ومادام العقل يعقل والقلب ينبض سنبقى وندعو القارئ الكريم إلى البقاء على سكة التمييز بين الطالح والصالح حتى يبقى في الأخير "الذوق الراقي والجميل" سامقا في السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق