تؤشر العمليات الإرهابية المنفذة بكل من ولايتي عين الدفلى وباتنة على محاولة هذه الجماعات المسلحة توسيع دائرة نشاطاتها إلى مناطق جديدة، قصد تخفيف الحصار والتضييق الممارس عليها من قبل قوات الأمن في المثلث الحدودي الرابط بين ولايات تيزي وزو، بومرداس، البويرة وبجاية، وهي المناطق التقليدية التي سجلت بها تحركات للعناصر الإرهابية
في السنوات الأخيرة.
كانت العملية الإرهابية الفاشلة ضد أعوان الشرطة، في البويرة، خلال شهر رمضان، بمثابة رسالة إلى العناصر الإرهابية على صعوبة التحرك في المنطقة وتنفيذ اعتداءات بها، بالنظر إلى الطوق الأمني المحكم المفروض من قبل الجيش ووحدات الأمن الأخرى، خصوصا بعد الضربة الموجعة التي تلقتها تلك العناصر في منطقة فركيوة، التي تم فيها القضاء على 25 إرهابيا دفعة واحدة واسترجاع كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة. كما حققت قوات الأمن نتائج أخرى في كل من منطقة جباحية والرابطة بولاية البويرة، بتحييد عدد من العناصر المسلحة في عمليات “نوعية”، أضيفت إلى تلك التي تم فيها القضاء على أمير “جند الخلافة” في بومرداس، وكانت كلها ضربات موجعة دفعت بقايا العناصر الإرهابية النشطة في المنطقة للبحث عن عمليات خارج المنطقة، قصد كسر الحصار على تحركاتها خصوصا في المحاور بين ولايات تيزي وزو، البويرة، بومرداس وبجاية، وبدرجة أقل المدية والمسيلة.
وضمن هذا السياق، توصف عملية عيد الدفلى الإرهابية، بعيدا عن صداها الإعلامي، من قبل المتتبعين للشأن الأمني، بأنها ترمي إلى إظهار قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات خارج منطقة نشاطاته التقليدية، ولكن بهدف تشتيت قدرات الجيش والتخفيف من حصاره المضروب على المناطق التقليدية التي تتخندق فيها بقايا هذه العناصر الإرهابية منذ سنوات. وجاءت عملية باتنة، التي استهدفت مفرزة للجيش، ضمن نفس المساعي التي تريد الإيهام بتوسع دائرة تواجد العناصر الإرهابية وقدرتها على تنفيذ اعتداءات تعيد لها هاجس الخوف في صفوف المواطنين، وهي الحالة التي استثمرت فيها هذه العناصر في سنوات التسعينات، حيث خلقت الرعب والهلع في النفوس، ما مكنها من نسج شبكات الدعم والإسناد.
غير أن ردود الفعل الشعبية التي أعقبت الاعتداء الإرهابي على الجنود، يوم عيد الفطر المبارك، سارت بالعكس، بحيث كشفت عن تضامن غير مسبوق للشعب مع قوات الجيش وتنديد واسع بهذه الجرائم الإرهابية، وغياب كلي للخوف وسط المواطنين الذي ظل يتغذي من مفعوله النشاط الإرهابي في البلاد. وضمن هذا السياق، شدد الفريق ڤايد صالح على أن “حادثة اغتيال جنود بمنطقة عين الدفلى إثر هجوم إرهابي في ثاني أيام العيد، لن تزيد الجيش الوطني الشعبي إلا إصرارا وعزيمة لا تلين على اقتلاع جذور هؤلاء الخونة وتطهير وطننا من هؤلاء الأشرار حتى تبقى الجزائر عزيزة وآمنة ومهابة الجانب”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق