الاثنين، 9 نوفمبر 2015

حمام ريغة بعين الدفلى.. قبلة الباحثين عن الراحة والعلاج



المركب السياحي يجلب الآلاف من المرضى

حمام ريغة بعين الدفلى.. قبلة الباحثين عن الراحة والعلاج


بحثا عن الراحة والإستجمام، تُقدم العائلات الجزائرية على المنتجع السياحي «ريغة «  بولاية عين الدفلى من كل حدب وصوب بحثا عن العلاج الطبيعي بمياهه التي شفت المئات من آلام الروماتيزم وداء المفاصل، وأبهر هذا المنتجع السياحي زواره بأشجاره ذات الظلال الوفيرة والطبيعة الساحرة الجذابة التي لم تطلها يد إنسان، إضافة إلى الكثير من الترميمات والتعديلات التي زادت من وسائل الراحة والترفيه، فالمريض يجد المكان المناسب للعلاج والطفل يجد أماكن خاصة للعب والترفيه وحتى الهواة يمارسون هواياتهم بكل راحة.

المركب عبارة عن قطب سياحي كبير لأنه يتربع على مساحة تقدر بـ 16 هكتارا، إذ يوجد به فنادق، شقق متنوعة، مطعمين، قاعة للاجتماعات والمحاضرات، مسابح وقاعات للرياضة والمعالجة الفيزيائية يشرف عليها أطباء متخصصون، يزوره أكثر من 2000 شخص يوميا طلبا للراحة والعلاج بمياهه التي تصل درجتها الحرارية إلى 68 درجة، إذ تحتوي الأخيرة على الحديد والكبريت وغيرهما من المعادن التي تستطيع أن تداوي جسم الإنسان من الكثير من الأمراض المزمنة والآلام العرضية والجلدية، ويعتبر مقصدا لكل الرياضيين الباحثين عن اللياقة البدنية. 
انخفاض التكاليف وإعادة التهيئة يستهويان الزائرين
أتوا من كل المناطق، من بلاد القبائل، من العاصمة، من سطيف، من باتنة ومن قالمة، التقتهم «المحور اليومي » وهم يبحثون عن الهدوء وحفيف الأشجار، أدهشنا عدد الزوار الذين أتوا بحثا عن الراحة وبعيدا عن صخب المدينة رغم أن مساحة المنطقة لا تتعدى 16 هكتارا، الأمر الذي جعل منها قبلة سياحية بأعالي شرق عين الدفلى.عائلة جاءت من بسكرة للتبرك بالوالي الصالح والمعالجة بالمياه المباركة، قالت لنا عن الحمام: «إننا نقصد القبة من أجل التبرك والتضرع لله بالشفاء وقضاء حاجتنا المستعصية، نحضر الكثير من الأكل واللباس من أجل التبرع للمحتاجين ونقطع نذرا إذا ما لبيت حاجاتنا، فعلينا أن نفي به نضع الحناء المباركة وندور حول القبة مرارا وتكرارا ونخشع في الدعاء إلى حد البكاء، نقضي نصف يومنا في التبرك والصدقة والتضرع والنصف الآخر في الاستحمام، الشيء الذي تعودنا عليه منذ نعومة أظافرنا ونعود أدراجنا مرورا بالسوق الذي يرتكز عليه الحمام، فنشتري ما يحلو لنا ولأولادنا ونأمل أن نعود في المرة القادمة إلى منطقة الماء والأشجار».عائلات أخرى كثيرة اعتلتها الاعتقادات وتمكنت منها الخرافات التي تجسدت في الطوابير الطويلة العريضة أمام القبلة التي تميزت بذبح الأبقار والأغنام والتضرع بمختلف ماحوته جعب الزوار ظنا منهم أنها طريقة من طرق التبرك والتقرب من الخالق الذي سيقبل هدياهم وصدقاتهم ويلبي لهم رغباتهم، أشياء كثيرة هزتنا ومعتقدات كثيرة أدهشتنا ونحن على مشارف الـ 2015، إذ مازال الناس يفصحون عن مكبوتاتهم الدفينة بطقوس غريبة وشبه خيالية.
عائلة «سراج» أتت من العاصمة من أجل العلاج لا لشيء آخر، فالكثير من أفراد الأسرة يعانون من آلام حادة في المفاصل، الشيء الذي استدعاهم إلى العلاج والزيارة المتعددة إلى هذا القطب السياحي والمعلم العلاجي الذي خفف من آلامهم، وعلى هذا النحو، قررت العائلة أن تجعل الزيارة عادة مقدسة، فهي تأتي مرة كل شهر تختزل الطريق المحفوف بالأشجار وتهب أجسادها في أحواض مائية لتعتليها الحرارة والأملاح، ثم تخرج وجبال زكار تودعها وتدعو لها بالشفاء.
عائلات أخرى كثيرة من مختلف ربوع الوطن جاءت من أجل استكشاف مكمن الجمال وفيض المشاهد الخلابة التي تدفئ البيوت وتشفي النفوس وتنعش الأجساد العليلة، أتت من أجل متعة الأطفال وتمتعهم بأحواض السباحة والطبيعة الخلابة، الشيء الذي شفى النفوس العليلة من المكبوتات الدفينة التي تبعثرت أمام سحر الطبيعة وروعة المناظر وحفيف الأشجار الظليلة، إذ لم يبق في العائدين لا الأمراض الجسدية ولا الشوائب النفسية، بل عادوا والروح منتعشة والفكر يملؤه الهدوء والسكينة.

ليست هناك تعليقات: