الاثنين، 19 أكتوبر 2015

حي المرقب بعين الدفلى .. تهيئة غائبة والتزود بالماء والكهرباء إلى إشعار آخر


 

حي المرقب  بعين الدفلى .. تهيئة غائبة والتزود بالماء والكهرباء إلى إشعار آخر

شعر أهالي دوار المرقب الذي يعانق جبال دوي والواقع بالجهة الشرقية لعاصمة الولاية عين الدفلىعلى مسافة 5 كلم، بالحقرة والتمييز المسلطة عليهما من قبل السلطات المحلية، حيث يواجه هؤلاء البسطاء جملة من المشاكل يتقدمها انعدام الكهرباء، مياه الشرب، والعزلة، وفي هذا الصدد، روى عمي علي حياة عائلته مع التريف وليس تريف كالذي تشهده بعض المداشر.

 

  دوار المرقب الشرقي يبدو لك من الوهلة الأولى وكأنه مقبرة نموذجية للأحياء كون سكانه يقبعون داخل بيوت ذات طابع ريفي تنعدم به ضروريات للحياة الكريمة، يقول عمي علي المولود سنة 1932 ووالده سنة 1895 إنه ولد بذات الدوار الذي سقط في ساحته العشرات من شهداء الوطن، عايش الحقبة الاستعمارية والعشرية السوداء رفقة عائلته المتكونة من 10 أفراد دون أن يهجر أو يفارق منطقته، يقول عمي علي "ولدت هنا وأموت في ترابها رغم الوضعية المزرية التي تكابده عائلتي وأسر الدوار".

ننتظر المهدي المنتظر عسى يدلنا على بلديتنا

بهذه العبارة وعيناه تذرف دمعا يقول عمي علي "أي بلدية هذه التي ننتمي إليها؟؟ هل نحن غرباء عن هذا الوطن الحبيب الذي ضحى من أجل حريته عدد من أهلي.هل ننتظر المهدي المنتظر الذي سيدلنا على بلديتنا التي ننتمي إليها، نحن نطالب بحقنا في التنمية لاغير، نسينا التاريخ وزادتنا الحكومة الجزائرية نسيانا،نحن نقبع داخل بيوت تنعدم لضروريات الحياة الكريمة وكأننا لازلنا تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي لا نعرف ما يحدث في وطننا الحبيب إلا عن طريق الإذاعة المشغلةبالبطاريات، كل سكان الدوار يمتهنون الفلاحة وغرس الأشجار المثمرة كون المنطقة تعانق جبال دويونملك وثائق رسمية لأراضينا التي توارثناها أبا عن جد". 

ولدنا في الظلام ولازلنا نعايشه إلى اليوم

لا يزال هؤلاء البسطاء يقضون لياليهم في الظلام إلى اليوم نتيجة انعدام الكهرباء الريفية في الوقت الذي ضمت شبكة الربط بالكهرباء كل أحياء الولاية.يقول عمي محمد "ولدت في الظلام ولازلت في الظلام، حيث حرمنا من النور في وقتنا فلماذا يحرم أبنائنا منه الآن، يوجد ابني الأكبر الذي كان يراجع دروسه على نور الشمع وأصبح اليوم إطار سامي في الدولة ونفس السيناريو لازالمتواصلا حيث لازال أبناءه يدرسون على نور الشمع في الوقت الذي يتمتع أقرانهم بنور الكهرباء، محرمون من شاشة التلفاز وشرب المياه الباردة من الثلاجة التي نجلبها من مدينة عين الدفلى وعلى مسافة 5 كلم، وهي حالة مستمرة منذ زمن".

وحسب ابنه "محمد" إطار سامي في قطاع التربية، قال "أنا لا أستعمل حصانة منصبي لأغراض شخصية، بل أترك الكل عند الله سبحانه وتعالى حيث راسلت كل السلطات المحلية منهم السابقين والحاليين ومصالح سونلغاز التي قامت من خلال ندائنا بدراسة المشروع وانطلقت به الأشغال وفي لمحة البصر توقف كل شيء دون إشعار يذكر مما جعل الكثير يتساءل عن سر توقفها إلا أنها بقيت على حالها إلى اليوم. أماعن مياه الشرب فالسكان يواجهون صعوبة في جلبها من الآبار التقليدية التي يملكونها نتيجة انعدام الكهرباء قصد استعمالها في ضخ المياه.وفي اتصال ببلدية عين الدفلى قصد أخذ رأي رئيس البلدية لمعرفة وضعية هؤلاء السكان لم نجد حتى من يجيب عن الهاتف الذي ظل يرن لوقت طويل.

  طرق غير صالحة للسير حتى للراجلين

 يقول عمي علي "من أراد زيارة عائلات الدوار فليقطع سبعة أشواط للوصول إلى هدفه، حيث يوجد طريق وحيد يعد القلب النابض والشريان لفك العزلة عن السكان رغم أنه يتوسط أحد الأودية وهو غير صالح للسير حتى للراجلين، كما أنهأصبح يشكل خطورة على السكان وعليه يواجه أبناءنا المتوجهين إلى مدارسهم المتواجدة بالمدن الحضرية صعوبة في التنقل كونه طريق ترابي تغمره أكوام من الحصى والأوحال في فصل الشتاء".

نناشدك رئيس الجمهورية انصافنا ومنحنا حق المواطنة

وختم عمي علي كلمته والدمع لا يفارق عيناه مستنجدا برئيس الجمهورية بعد أن أهملتهم السلطات المحلية بإنصافهم وإخراج أسرهم من الوضعية المزرية ورفع رؤوسهم كما قالها أول مرة "ارفع راسك يابا" فهنا في عين الدفلى يقول عمي علي "هبط رأسك يا شيخ،كما أتقدم بكل تشكراتي لهذه الصحيفة التي كانت سباقة في زيارة سكان الدوار الذي نسيته السلطات المحلية متمنيا لها التوفيق ولطاقمها الصحفي النجاح".


ليست هناك تعليقات: