الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

بلدية زدين ..سكانها يعيشون ظروفا قاهرة بسبب غياب التنمية مداشر وقرى بلدية زدين نماذج للعزلة والتهميش



سكانها يعيشون ظروفا قاهرة بسبب غياب التنمية

مداشر وقرى بلدية زدين نماذج للعزلة والتهميش


لا يزال قاطنو بلدية زدين المنتشرين عبر القرى والمداشر كأولاد سعادة، العيون، فوغال واولاد سيدي يحيى، التابعة لدائرة االروينة في ولاية عين الدفلى، يعيشون ظروف قاسية لانعدام التهيئة العمرانية ونقص المرافق الضرورية وكذا انتشار البطالة بين شباب المنطقة.
أعرب السكان في اتصالهم   عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة، بسبب ركود الحركة الاقتصادية ونقص المشاريع المحلية التنموية في بعض القرى والمداشر التابعة لها منذ عدة سنوات، وغياب ملحوظ لبعض المرافق العمومية الضرورية ونقص التهيئة العمرانية في شبكة الطرق والمسالك الريفية، وعدم ربط بعض القرى كالخلايفية بمجمع فوغال، دوار كوري، ودحموني بشبكة الصرف الصحي، وفضلا عن النقص الفادح في وسائل النقل وانعدام محطة تصفية المياه القذرة التي أضحت هاجس السكان.
 
البطالة تنخر شباب المنطقة
أكد بعض شباب المنطقة أنهم يعيشون معاناة يومية نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي ضربت وسط فئة الشباب والتي تلاحقهم بسبب نقص المشاريع التنموية في بعض القرى والمداشر منذ عدة سنوات، وعدم توفرها في الوقت الحالي، وما زاد الطينة بلة حسب شباب المنطقة هو افتقار القرى للأماكن الترفيهية والتربوية على غرار النوادي والقاعات الرياضية، وهو ما تسبب في دخول العديد من الشباب عالم الانحراف، والولوج في الآفات الاجتماعية التي تؤثر سلبا على المجتمع ككل.
 
التهيئة العمرانية ضرورة ملحة في المنطقة
يعاني سكان الأحياء ومرتادوه من جهة ثانية بسبب نقص التهيئة العمرانية، حيث أن انعدام الأرصفة وتدهور حالة الطرقات ساهما لحد كبير في تشكيل الحفر والمطبات والبرك المائية والأوحال في موسم تساقط الأمطار، كما تفتقد هذه البلدية لمحطة تصفية المياه القذرة، ما يجعلها تصب في واد زدين بجانب سد أولاد ملوك تبلغ سعته التخزينية 127مليون متر مكعب، كما أشرنا لذاك في أحد مقالاتنا السابقة الذي تتزود منه 06 بلديات المجاورة مشكلة خطرا حقيقيا يحدق بالصحة العمومية للسكان، ما يعني احتمال ظهور الأمراض التي تنتشر جراء اختلاط المياه القذرة بالماء الشروب، لذا يطالب سكان البلدية بالتدخل الفوري العاجل للجهات المعنية للسيطرة على الوضع بتوفير محطة تصفية المياه القذرة.
 
نقص وسائل النقل يعزل سكان البلدية
يشتكي المسافرون عبر الخط الرابط بين مقر البلدية إلى عاصمة الولاية، من نقص فادح في عدد حافلات النقل، وهي تابعة للخواص حسب ما صرح به السكان، الأمر الذي أثار حفيظتهم ما يضطرهم للانتظار لأكثر من ساعة في بعض الأحيان قبل التنقل إلى مقرات عملهم وقضاء انشغالاتهم واقتناء حاجياتهم اليومية في بلدية الروينة، عين الدفلى، والعطاف، وجدد سكان البلدية مطلبهم للجهات الوصية بخصوص إنجاز محطة لنقل المسافرين، مبدين استيائهم الشديد مما وصفوه باللامبالاة المنتهجة ضدهم، ما زاد من متاعب تنقلهم  يوميا وأدخلهم في دوامة العزلة.
 
الدعم الريفي مطلب السكان
يناشد سكان العديد من مداشر البلدية، السلطات المحلية لرفع حصص الإعانات الموجهة للسكن الريفي، تدعيما لاستقرار سكان المناطق النائية بمناطقهم الاصلية بالنظر إلى الطابع الريفي والعزلة التي أضحت عليها بعض المناطق، التي لم يغادرها سكانها متشبثين بأراضيهم، وحسب هؤلاء فإن وضعيتهم ما فتئت تزداد تدهورا يوما بعد يوم بفعل انعدام وسائل العيش الكريم، حيث مازالوا يعتمدون على وسائل عيش بسيطة وبعض النشاطات الفلاحية البسيطة وكذا تربية المواشي، حيث يطالبون بتوفير سكنات ريفية باعتبار أن غالبيتهم من معدومي الدخل ولا يستطيعون القيام بعملية البناء الذاتي مع ما تعرفه سوق مواد البناء من غلاء فاحش في الأسعار، ولم ينالوا حسب قولهم الحصة الكافية لتغطية غالبية السكان الذين يعيش البعض منهم في سكنات آيلة للسقوط في أية لحظة بفعل العوامل المناخية، وهو ما اعتبره هؤلاء السكان إجحافا في حقهم كون الإعانة لم تلب حاجياتهم لبناء مسكن لائق.



 يعتمدون على الدواب للتزود بالمياه والغاز
أضاف سكان القرى والمداشر أن معاناتهم لا تقف عند هذا الحد بل تمتد لمياه الشرب، فمعاناتهم مع الدلاء والحمير متواصلة للتزود بهذه المادة الحيوية، وتعرف نقصا ملحوظا في فترات متفاوتة خاصة في فصل الحر، فمعاناتهم تزداد عندما يلجؤون إلى الإتيان بها بكل الوسائل الممكنة من الأبار والمنابع المائية المتواجدة في بعض القرى. تتجدد معاناة سكان المداشر والقرى ببلدية زدين في البحث عن مصدر الطاقة خاصة كلما حل فصل الشتاء، حيث تمتاز هذه المناطق ببرودة قاسية وذات تضاريس وعرة، إذ تشكل قارورات غاز البوتان أهم أولويات سكان المناطق النائية بولاية عين الدفلى، تبعا لأزمة وتداعيات الشتاء الماضي الذي فرض منطق تفكير في كيفية تسيير ومواجهة الأزمات بالنسبة للسلطات المحلية واتخاذ المواطنين لاحتياطاته الضرورية
ولعل من بين المناطق الأكثر تضررا من فصل الشتاء القرى والمداشر المتاخمة لسلسلة جبال الظهرة والونشريس، زدين وبطحية، الحسنية وجمعة أولاد الشيخ وتبركانين وتاشتة زوقاغة وبومدفع، حيث يوجد أزيد من 70 بالمائة من التجمعات السكنية في القرى والمداشر يتطلب منهم أخذ احتياطات ضرورية لمواجهة البرد القارس، إما بالتزود بقارورات غاز البوتان وجلبها على مسافات بعيدة يدفعون ثمنها وتكلفة نقلها، أو الاستعانة بالمواد الطاقوية التقليدية المخصصة للتدفئة، ويطالب هؤلاء السكان  بضرورة إنشاء واستحداث نقاط بيع الغاز قريبة من المواطنين، مطالبين البلدية بإيجاد حلول للسكان وتفادي أزمة غاز البوتان بالمناطق النائية خصوصا في حالة سقوط الثلوج، وهي نفس الوضعية تعرفها عديد المناطق التي تشهد انخفاضا حادا في درجة الحرارة.

ليست هناك تعليقات: